البرودة الصغرى

الأربعة وعشرون فصلًا شمسيًا | البرودة الصغرى

البرودة الصغرى (小寒) هي الفصل الشمسي الثالث والعشرون في التقويم القمري الصيني التقليدي، وتُشير إلى بداية أكثر فترات العام برودة. تقع هذه الفترة حول "الثلاث تسعات" (وهي أبرد أيام الشتاء) وتعلن بداية الأيام القاسية من فصل الشتاء. وفقًا لكتاب "شرح الأوامر الشهرية والاثنين والسبعين ظاهرة موسمية " (《月令七十二候集解》): "في ديسمبر، تكون البرودة خفيفة في بداية الشهر، لكنها تشتد في منتصفه." بعد البرودة الصغرى، تبدأ "الثلاث تسعات" التي تُعد أبرد أيام السنة، حيث يُحذر الناس من أن البرودة قد تصل إلى درجة تجعلهم "يمشون على الجليد" في الخارج. خلال هذه الفترة، تكون معظم مناطق الصين قد دخلت بالفعل في المرحلة الأكثر برودة، حيث تتجمد التربة والأنهار، وتتفاقم البرودة بسبب تدفق الهواء البارد القادم من الشمال. وغالبًا ما يُشار إلى هذه الفترة بـ "أيام البرد التسعة" (数九寒天)، تعبيرًا عن البرودة الشديدة التي تُسيطر على البلاد.

في التقاليد الصينية القديمة، يتم تقسيم فترة البرودة الصغرى إلى ثلاث مراحل ( 候 أو هوو)

1. المرحلة الأولى: عودة الأوز شمالًا

2. المرحلة الثانية: بدء بناء أعشاش العقعق

3. المرحلة الثالثة: بدء تغريد الدراج

كان الاعتقاد القديم أن الطيور المهاجرة، مثل الأوز البري، تتبع حركة طاقة اليين واليانغ. في هذا الوقت، تبدأ طاقة اليانغ بالتحرك، مما يدفع الأوز البري للهجرة شمالًا. وفي الشمال، تُشاهد طيور العقعق في كل مكان وهي تبني أعشاشها استشعارًا لطاقة اليانغ المتزايدة. أما المرحلة الثالثة، "بدء تغريد الدراج"، فتشير إلى أصوات طيور الدراج التي تستجيب لنهوض طاقة اليانغ خلال هذه الفترة.

الفصول الأربعة: الربيع ينمو، الصيف يزدهر، الخريف يحصد، والشتاء يخزن

دورة الفصول هي إيقاع دائم للحياة والموت في تدفق مستمر، وهي قانون طبيعي لا يمكن للإرادة البشرية تغييره. في برودة الشتاء القاسية لفترة البرودة الصغرى، تتبع العديد من المناطق تقليد "الراحة الشتوية" (歇冬)، حيث يبقى الناس في منازلهم للاستعداد للدفء وتخزين الغذاء، لذلك فإنها فترة لمقاومة البرد وانتظار قدوم الربيع.

كما تقول الحكمة القديمة: "الخسارة والمكسب، الامتلاء والفراغ، يتحركوا مع الزمن." يجب على الإنسان أن يتبع الإيقاع الطبيعي للكون، وأن يُعدل أفعاله بناءً على تغير الفصول. الشخص الحكيم يُدرك أهمية الانتظار بصبر وتراكم القوة خلال الظروف القاسية. الحياة في الشتاء هى شكل من أشكال التهيئة. وكما يقول المثل القديم: "إذا لم يكن هناك شتاء قاسٍ، فكيف يمكن رؤية دفء الربيع؟" بدون قسوة الشتاء، لن يكون هناك وعد بدفء الربيع التالي. الشتاء هو تمهيد للربيع، والمشقة هي مقدمة للمجد.

الحكمة الحقيقية تكمن في عدم تجنب المشقة وعدم الشكوى من الحياة. كل شتاء هو فترة للنمو، وكل محنة هي خطوة نحو التقدم.

(الضوء، نافذة، رحلة للمنزل؛ كوب شاي، وجبة، عائلة مجتمعة)

في هذا الشتاء، نتمنى لك أن تجد مكانًا تسميه وطنًا. عندما يحل الغسق ويستقر البرد، نتمنى أن تتمكن من نفض غبار يومك، والجلوس بجانب نار دافئة، ومشاركة لحظات من الدفء والحنان مع أحبائك.